شاهد: الخطاب الخطير الذي أطاح بعرش صدام حسين


   المجلس التعاون العربي هو حلف عربي أُسّسَ في العاصمة العراقية بغداد في 16 شباط/فبراير 1989 بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية (حرب الخليج) ليجمع كلاً من جمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية واليمن الشمالي وجمهورية مصر العربية، أُسّسَ هذا الحلف بعد تأسيس مجلس التعاون الخليجي الذي يجمع ست دول عربية مطلة على الخليج العربي عدا العراق، وكان مخططًا لمجلس التعاون العربي أن يقوم بدور ريادي في المنطقة لولا الحروب التي أتت عليها، حيث كانت الرغبة في توثيق عرى التعاون والتكامل الاقتصادي فيما بين أعضائها.

مؤتمرات المجلس:

عُقدت للمجلس 4 مؤتمرات، الأول في بغداد في 16 شباط/فبراير سنة 1989، والثاني في الإسكندرية في 15 و16 حزيران/يونيو سنة 1989، والثالث في في صنعاء يوم 25 إلى 29 أيلول/سبتمبر سنة 1989، والرابع الأخير في عمّان يوم 16 شباط/فبراير سنة 1990. كان لقاء بغداد بين القادة الأربعة العرب الذي تمخض عنه توقيع اتفاقية تأسيس مجلس التعاون العربي في إطار التفاعل والتطوّر الطبيعي للعلاقة بين العراق والأردن ومصر واليمن على طريق التكامل في الميادين كافة وتحديداً في الميدان الاقتصادي كخطوة أولى يعوّل عليها كثيراً باعتبارها المدخل المقبول لديمومة المرحلة الحاضرة، وتعبئة الإمكانات وحشدها سياسياً وعسكرياً وأمنياً وثقافياً وتربوياً واقتصادياً للمرحلة المستقبلية.

هيئات المجلس:

تألف مجلس التعاون العربي من هيئتين: الهيئة العليا؛ وهي مكوّنة من رؤساء وملوك الدول الأعضاء، وتختص برسم السياسات العليا للمجلس، والهيئة الوزارية المؤلفة من رؤساء الوزراء في الدول الأعضاء أو من يقوم مقامهم. وتتولى الأمانة العامة للمجلس مقرها العاصمة الأردنية عمان متابعة تنفيذ قرارات الهيئة العليا، وقرارات الهيئة الوزارية، وإعداد التقارير اللازمة عن عمل المجلس وإعداد مشروع الموازنة، والحسابات الختامية للمجلس.

حَل المجلس:

أبقى المجلس اتفاقية العضوية فيه مفتوحة أمام كل دولة عربية ترغب في ذلك، بعد موافقة الدول الأربعة المؤسسة بالإجماع، واختيرت العاصمة الأردنية عمان لتكون مقراً لأمانة المجلس، لكن غزو العراق للكويت في شهر آب عام 1990 حمل معه الضربة القاصمة لهذا المجلس، وفي ظل تلك الظروف لم يكتب لهذا المجلس الاستمرار.

ورغم عمره القصير إلا أنه تم عقد 17 اجتماعاً رسمياً قمة أو على مستوى وزاري في عام 1989 وحده، بالإضافة إلى عشرات لقاءات العمل، كان هذا المستوى من إضفاء الطابع المؤسسي على نطاق أوسع من معظم التجمعات دون الإقليمية العربية.

أظهرت الصومال وجيبوتي رغبتهما بالانضمام إلى مجلس التعاون العربي لكن طلب منهما الانتظار إلى أن يتم تماسك الحلف، لم يدم هذا الحلف إلا لبضعة أشهر فقط حيث انفرط بمجرد غزو العراق لجارته الكويت سنة 1990 وانحياز الرئيس المصري محمد حسني مبارك لمصلحة الكويت وقوله ساخراً من المجلس «هذا مجلس التآمر العربي.».

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.