الكابرنات الجزائر يستقوي بأعداء المملكة المغربية في إفريقيا

  

    في توقيت تعيش فيه الدبلوماسية الجزائرية لحظة حصار كامل، عربيا (في موضوع القمة العربية) وإفريقيا وأوروبيا وأمريكيا (في موضوع مالي) وإقليميا (في نجاح المغرب في إدارة التوتر مع بعض دول أوروبا وبشكل خاص مع إسبانيا وألمانيا)؟

يبدو أن التوتر دائرة بين الجزائر والمغرب أخذت تتوسع إقليميا، فلم يعد الأمر يتعلق بخلافات محصورة في ثلاث نقاط أو سبع حسب الموقف الجزائري المتحول، ولا حتى بالعلاقات المغربية الإسرائيلية، وإنما تحول الصراع إلى بؤرة إلى إنتاج الديناميات الدبلوماسية المتقابلة في أكثر من ملف.

وفي كل مرة يثبت المغرب أنه رقم صعب على النظام الجزائري، الذي قرر خلق "حلف رباعي" لوقف المد الدبلوماسي المغربي في القارة السمراء، بعدما حاول تشكيل "حلف مغاربي" يضم تونس وليبيا وموريتانيا، ضدا في المملكة المغربية التي لم يستطع مجاراة إيقاعها.

وفيما هللت أبواق إعلامية في الجزائر لاتفاق مبرم بين الأخيرة وجنوب إفريقيا وإثيوبيا ونيجيريا، تشكيل مجموعة الأربعة G4 على هامش القمة الأورو- إفريقية التي انعقدت الأسبوع المنصرم في بروكسيل، فإن ذلك يشي بعدم استطاعة النظام العسكري مواجهة المغرب في المعترك الدبلوماسي كما تفيد ذلك "مساعي" هذا "الحلف".

ولم تجد الجزائر بدا غير محاولة جمع أعداء المملكة الشريفة في القارة الإفريقية في محاولة منها، حفظ ماء وجهها بعد الحضور الباهت الذي سجلته دبلوماسيتها وانحسارها أمام وهج الدبلوماسية المغربية التي بصمت على حضور قوي في القمة الأخير للاتحاد الإفريقي.

وتناولت "إذاعة فرنسا الدولية" (RFI) بعض تفاصيل ما اتفقت عليه البلدان الأربعة من قبيل دعم الجبهة الانفصالية "بوليساريو" ومعارضة انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب، محيلة على أن البلدان الأربعة معروفة بعدائها للمغرب في القارة الإفريقية.

ووفق نفس المصدر فإن الدول التي عقدت العزم على مواجهة المغرب يرتقب أن تعقد "قمة" رسمية بين رؤسائها في غضون الأشهر القليلة المقبلة من أجل وضع ما يعرف بـ"خارطة طريق" عمل هذا الرباعي الذي لا يخفي أنه تشكل للاستقواء ببعضهم البعض في مواجهة بوابة إفريقيا.

وكشف سعي النظام الكابرنات الجزائر لتجميع أعداء المغرب، أن الأخير جعله تترنح بعدما أبدت عجزا بينا على مواجهته على عدة جبهات سواء عربيا أو إفريقيا، وهو الذي ظل يتبجح بكونه قوة إقليمية وأن البلاد التي يحكمها "دولة/ قارة" تستطيع الوقوف في وجه المغرب.

الساحة الإفريقية تحولت إلى منطقة جذب آخر بين الدبلوماسيتين، فالجزائر تسعى إلى أن تستعيد دورها في إفريقيا، وبشكل خاص، في دول غرب إفريقيا، بينما يراكم المغرب مكاسب دبلوماسيته التي نشطت على المحور الإفريقي، قرابة عقدين من الزمن، وبالتحديد منذ 2004.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.