القمة الأوروبية الافريقية: ملفات ساخنة على طاولة للنقاش ببروكسل


  تسجل أفريقيا أعلى معدل من حيث زيادة استخدام الإنترنت من خلال الهاتف النقال كما أن عملية الرقمنة تتم بشكل كبير وسريع. لذا يجب تغيير طريقة التعامل مع هذا القارة لتخرج من محنها عبر طرح استراتيجيات برؤية مختلفة”.

وبين الأمل الكبير والتفاؤل الحذر، تجري في العاصمة البلجيكية بروكسل قمة الاتحادين الأوروبي والأفريقي، على مدى يومين، وذلك بعد تأجيلها لمدة عامين بسبب جائحة كورونا، حاملة معها

توقعات كبيرة ببحث سبل التعاون والاكامل بين الدول الأعضاء، إلا أن الماضي الثقيل والخلافات المستمرة بين الطرفين حالياً يخيمان على الاجتماعات، ويثقلان كاهل العلاقات بين القارتين، ومن المنتظر أن تعيد القمة تشكيل العلاقة بين المجموعتين الدوليتين، وتحويلها من علاقة مانحين ومستقبلين إلى شراكة تكافلية متوازنة.

وستهم القمة مناقشات رد الفعل على الوباء ومساعدة القارة الأفريقية على التكيف مع تغير المناخ، فالدول الأفريقية ليست راضية عن حظر السفر الصادر عن الاتحاد الأوروبي وتوزيع اللقاحات وعدم استعداد الأوروبيين لرفع حقوق الملكية الفكرية على اللقاحات بشكل يمكن أن يساعد القارة على إنتاجها محلياً.

وتتناول القمة الأفريقية الأوروبية كذلك المخاوف بشأن كيفية التخفيف من تأثير تغير المناخ بالدول الأفريقية التي ترى أن على الدول الغنية دفع تكاليف برامج التكيف، وتقول إن أكبر الملوثين، المسؤولين عن ثمانين بالمائة من الانبعاثات العالمية، موجودون داخل مجموعة العشرين، وبالتالي يتعين على هذه الاقتصادات أن تبذل قصارى جهدها للحد من انبعاثاتها وآثارها الضارة.

*تحدّيات كبيرة:

يأتي انعقاد الدورة السادسة لقمّة المشاركة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي في توقيت شديد الأهمية، حيث تُواجِه القارة الافريقية العديد من التحديات التنموية والاقتصادية والصحية مع تزايُد خطر قضايا تغيّر المُناخ.

وتسعى قمّة بروكسل، وفق مراقبين، إلى العمل مِن أجل توحيد الرّؤى بين القارة الإفريقية والقارة الأوروبية بوصفها الشّريك الأهمّ في مختلف القضايا التنموية والاقتصادية، وكذلك في كُلّ قضايا السّلم والأمن والتحديات التنموية والصّحّيّة التي تُواجهها القارة، وكذا بحث سبل الإدماج الاقتصاد الإفريقي في الاقتصاد العالمي، مع بذل جهود ومساندة أوروبية لاقتصاديات القارة ودعم خطط التنمية من أجل مساعدتها في تحقيق أهداف التنمية المُستدام.

وتعتبر قضايا دعم الاستثمار من المواضيع الحاضرةً وبقوّةً في هذا المؤتمر الذي يسعى إلى تحقيق هدفٍ يتعلّق باستثمار أوروبي ضخم في القارة الإفريقية، بالإضافة إلى قضايا نقل التكنولوجيا والاعتماد المتبادل على الطّاقة المُتجدّدة.

*عثرات كورونا:

مايزال التعامل مع ظروف جائحة كورونا أولويّة على جدول أعمال القمة، لاسيما مع تأكيد منظمة الصحة العالمية على وجود مشاكل في أنظمة المراقبة بالقارة ونذرة معدّات الفحص بها، الأمر الذي رجّحت معه بأن يكون العدد الفعلي للإصابات في الدول الإفريقية أعلى 7 مرّات مِن الأرقام المعلنة.

علاوة على الوضع الصحي المتدهور في القارة والذي يحتاج إلى تبادُل التقنيات والتكنولوجيات وتوطين صناعة اللقاحات، لدعم القدرات الصّحّيّة ومساندة قارتها الإفريقية على مواجهة تحديات المستقبل.

*تغير المناخ:

وتحظى قمة المناخ بحضورٍ كبيرٍ في قمة الشراكة بين أوروبا وإفريقيا، خاصّةً في ظلّ ما تعانيه الدول النامية من مخاطر كبيرة جرّاء التداعيات السلبية للتغيّرات المناخيّة، وتسعى الدول الإفريقية قاطبةً إلى التّأكيد على ضرورة وفاء الدّول المُتقدّمة بالتزاماتها المُتعلّقة بتمويل قضايا المناخ لدول القارة.

قضايا المناخ واحدة مِن أهمّ القضايا المطروحة على قمّة الشّراكة في بروكسل، إذ باتت إحدى الدّول الارفيقية في قلب التغير المناخي وما يلحقه بها من خطر وتهديد على أمنها الغذائي والطبيعي، في وقت تستضيف فيه القارة قمة ’كوب 27’ للمناخ في نونبر المقبل”.

*الهجرة..الملف المعقد:

وتعتبر الهجرة من الملفات الشائكة التي تشغل بال الأطراف المشاركة في القمة. فأوروبا تريد منع الهجرة غير الشرعية بينما تسعى إفريقيا إلى الحصول على ضمانات لتسهيل عملية التنقل والعمل والدراسة في أوروبا.

وسبق أن حاول الأوروبيون تجاوز هذه المشكلة في قمة أبيدجان عام 2017، بطرح فكرة “النقاط الساخنة”، التي تم على إثرها إنشاء مراكز تسجيل المهاجرين مباشرة في الدول الإفريقية مع تقديم مبالغ مالية لهذه الدول. لكن العملية لم تنجح ولا يزال المئات يحاولون العبور يوميا إلى الضفة الأوروبية. فهل سيتكرر النقاش عن عمليات العودة وضبط الحدود والاتجار بالبشر أم ستقدم القمة محاور وحلول أخرى؟

*إفريقيا ..قارة الفرص السانحة:

من جانب اخر، إفريقيا ليست مصدرا للمشاكل والعوائق فقط، بل هي قارة الفرص الاقتصادية الضائعة وسوق كبيرة. إذ يسكنها حوالي مليار و500 مليون نسمة وبحلول عام 2050، سيتضاعف هذا الرقم ليتعدى المليارين و500 مليون، كما أن 60 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة موجودة في هذه القارة الفتية مما يعني أن لها القدرة على إطعام سكان هذا الكوكب مستقبلا.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.