تبون: أوربا تنظر للمغرب كبطاقة بريدية جميلة وتعتبرنا مثل كوريا الشمالية
تحرك حكام الجزائر وإذكاء عداءهم للمملكة السعيدة... ورغم أن اللسان ما فيه عظم، كما يقول ذلك المثل المغربي ، فإن لسان عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري نطق بما يؤكد أن نعرات بلاده تجاه المغرب تروم التنفيس عن الحقد والغل اللذان تكونا في نفسه والـكابرانات من الحسد.
الرئيس الجزائري وفي حوار له مع صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، لم يجد حرجا في التعبير عن هذا الحسد وهو يتحسر من اختلاف رؤى الدول الأوربية التي تنظر بها إلى بلاده من جهة وإلى المملكة الشريفة من جهة أخرى.
وفيما قال عبد المجيد تبون في جواب له على سؤال يتعلق بالخلاف بين بلاده والمغرب “أوربا ترى المغرب مثل بطاقة بريدية جميلة “Une belle carte postale”، لكنها تنظر إلينا مثل كوريا الشمالية”، فإنه عنى حقيقة الحسد المكنون في قلبه وقلوب من جاؤوا به إلى قصر المرادية.
هذه الحقيقة بدورها تنم عن الدوافع التي تحرك النظام الجزائري على مدار السنوات الطويلة والمتتالية، فبدلا من أن يهتم حكام جارة السوء بإدارة عجلة التنمية هناك واستشراف المستقبل والاستجابة للمغرب الذي مد يده لهم مرارا من أجل معانقة البلدين للغد معا، انبروا إلى بذل كل المساعي لتقويض التقدم المغربي وزرع الأشواك في طريقه.
ولطالما يردد المغاربة “عاند لا تحسد”، بينما يغيب هذا المعتقد بتاتا من عقيدة العسكر، وهو غياب جنى على الجارة وعلى المنطقة المغاربية معها، فأن تبادر الجزائر إلى مشاريع تتغيا من ورائها منافسة نظيرتها المغربية ولو كلفها ذلك الكثير من مقدرات الشعب الجزائري المستنزفة أصلا، ودون أن تعمد إلى الاهتمام بالمقاربة التكاملية التشاركية كان له وقع كبير على تخلف الجارة عن ركب المغرب لتتخبط في الطمي الذي تبلله بأحقادها.
وإذ تعبأ الجزائر كثيرا بالمغرب، فإنه لا يبادلها نفس الشيء، وفي الخطاب الملكي السامي للذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء المظفرة ما يؤكد هذا الواقع، بعدما تجاهل الملك محمد السادس الخوض في سفائف الأمور مثلما يفعل عبد المجيد تبون والـ”كابرانات”، الذين يلعبون بالنار في تؤامرهم ضد المملكة ويصرخون متى احترقوا بهذه النار.
وجاء الخطاب الملكي السامي، بمناسبة تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، ليزيد من هم الرئاسة الجزائرية والـ”كابرانات” ومن كمدهم بسبب التباين في تعامل المجتمع الدولي مع المغرب والجزائر، دون أن يدروا أن مثل هذه الخطابات الحاسمة وبلغة حازمة تبعث على التقدير والاحترام والطمأنينة لدى الشركاء الحقيقيين الراغبين في رسم معالم تعاون بناء قائم على منطق “رابح- رابح”، بينما الكذب واللعب على حبال الخديعة هو ما يجعل الجزائر محشورة في الركن حينا وأضحوكة للجميع في أحايين كثيرة.
ليست هناك تعليقات